وَالْمخْلِصينَ في تَوْحيدِ اللهِ (١)
____________________________________
(١) ـ الخلوص هو : الصفاء والخلوّ من كل شوب ، والخالص في اللغة هو : كلّما صفا وتخلّص ولم يمتزج بغيره.
والعمل الخالص في العرف هو ما كان لوجه الله ، وكان قصد القربة فيه مجرّداً عن جميع الشوائب ، ولا تريد أن يحمدك عليه إلاّ الله ؛ وهذا التجريد هو الإخلاص.
والمخلصين ، يُقرأ بكسر اللام وفتحه ، فبالكسر معناه : الذين أخلصوا في توحيد الله تعالى وكان اعتقادهم بالتوحيد خالصاً من كلّ شوب وريب.
وقد بلغ أهل البيت المرتبة العليا في هذا الإخلاص.
بدليل قوله صلى الله عليه وآله : «يا علي ما عرف الله حقّ معرفته غيري وغيرك ، وما عرفك حقّ معرفتك غير الله وغيري» (١).
وبالفتح معناه : الذين إختارهم الله وأخلصهم لتوحيده ، بمعنى أنّهم هم المختارون الذين عرّفوا الله تعالى بأقصى مراتب التوحيد ، وبسبيلهم عرف التوحيد.
وقد بلغ أهل البيت عليهم السلام مرتبة أن خصّهم الله بهذه الدرجة ، بدليل قول الإمام الباقر عليه السلام في حديث جابر : «بنا عُرف الله وبنا وُحّد الله وبنا عُبِد الله» (٢).
بل إنحصرت معرفة الله بمعرفتهم كما في حديث مِقرن ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال أمير المؤمنين عليه السلام : «ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله عزّ وجلّ إلاّ بسبيل معرفتنا» (٣).
بل هم المعيار في معرفة الله والإيمان به كما في حديث الفضيل بن يسار ، عن
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٣٩ ص ٨٤.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٠ ب ١ ح ٣١.
(٣) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ٢٥٣ ب ٦٢ ح ١٤.