اصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ الإصطفاء هو الإختيار ، وصفوا الشيء هو : خالصة وخياره وجيّده وأحسنه.
أي إصطفاكم الله واختاركم على خلقه ، وفضّلكم على عباده ، عالماً بأنّكم أهل لذلك ، فأنتم صفوة الخلق وأحسن العباد.
فإنّ الله تعالى محيط بكلّ شيء علماً ، عالم بحقائق الأشخاص واقعاً ، وخبيرٌ بعواقب الأفراد حقيقةً ، وعارف بالسرّ والخفيّات ، لا يعزُب عن علمه شيء ، لا يسهو ولا يلهو.
لذلك إذا اختار شيئاً كان إختياره في أعلى مراتب الصواب والإصابة ، ولم يخطأ في ذلك قيد شعرة.
وقد اختار الله العلاّم محمّداً وآل محمّد وإصطفاهم على الخلق أجمعين ، وكان إختياره لهم بعلم منه ، مع معرفته بالوفاء منهم ، مع أهلّيتهم للإصطفاء على أهل الأرض والسماء.
وقد تقدّم حديث أبي حمزة الثمالي في إخبار الله تعالى عن الأئمّة عليهم السلام في الكلام القدسي : «لقد إصطفيتهم وانتجبتهم» (١).
وفي دعاء الندبة الشريفة : «وعلمتَ منهم الوفاءَ به ، فقبلتَهم وقرّبتَهم وقدّمت لهم الذكرَ العليّ ، والثناء الجليّ» (٢). هذا معنى ، واحتمل أن يكون بمعنى أنّ الله
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٠٨ ح ٤.
(٢) لا يخفى أنّ هذا الدعاء الشريف من الأدعية المعتبرة المنقولة عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه لندبة شيعته له ، وطلبهم فرجه من الله تعالى في الأعياد الأربعة ـ الغدير والفطر والأضحى والجمعة ـ.
وقد جاء هذا الدعاء في مصادر كتب الزيارة التي لها الاعتبار واعتمد عليها العلماء الأبرار مثل