وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِى السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ (١)
____________________________________
(١) ـ النُصح ، والإسم منه النصيحة هو : الخلوص وعدم الغشّ.
يُقال : نَصَحَه ونَصَحَ له : إذا فعل فعلاً أو تكلّم بكلامٍ أراد به الخير والصلاح للمنصوح.
وإشتقاقه من نصحت العسل إذا صفّيته ، فالناصح يُصفّي فعله وكلامه من الغشّ ، أو من نصحت الثوب إذا خطته ، فالناصح يصلح خلل أخيه كما يصلح الخيّاط خرق الثوب على ما يستفاد من اللغة.
والسرّ والعلانية هي الخفاء والظهور.
وفُسّرت النصيحة في السرِّ بالنصح في الإعتقاد والنيّة فيما بين الله تعالى وبين أنفسهم.
كما فُسّرت النصيحة في العلانية بالنصح في الأقوال والأفعال فيما بينهم وبين الناس.
والمعنى أنّكم أهل البيت سلام الله عليكم نصحتم لله تعالى عباده ، وأردتم لهم الخير ، وأصلحتم خللهم ، في السرّ والعلانية (١).
فإنّهم صلوات الله عليهم أرادوا بأقوالهم وأفعالهم الخير والصلاح لجميع عباد الله تعالى صالحهم وطالحهم.
كما تشهد به سيرتهم الطيّبة مع أوليائهم وأعدائهم ، بل مع الخلق كلّهم.
لذلك تظافرت زياراتهم بالشهادة لهم أنّهم نصحوا لله ولرسوله ...
وما مرّت عليهم فرصة في حياتهم إلاّ وتحرّوا الطريق الأرشد ، والمنهاج الأسعد لخير المخلوقين ، وصلاح العالمين ، وقد جَلَبوا لهم المصالح وجنّبوهم عن المفاسد.
__________________
(١) لاحظ روضة المتّقين : ج ٥ ص ٤٧٤.