الْمُتَّقُونَ (١)
____________________________________
(١) ـ مرّ في الفقرة الشريفة «وأعلام التُّقى» بيان معنى وحقيقة التقوى مفصّلاً ، وذكرنا أنّ التقوى لغةً بمعنى : التحذّر والخشية.
وعرفاً بمعنى صيانة النفس عمّا يضرّها.
ولها مراتب ثلاثة هي :
١ / تصحيح العقائد.
٢ / فعل الواجبات ، وترك المحرّمات.
٣ / التجنّب عن كلّ ما يُشغل القلب عن الحقّ.
وجُمعت معانيها في الحديث الصادقي الشريف : «أن لا يفقدك حيث أمرك ن ولا يراك حيث نهاك» (١).
وأهل البيت سلام الله عليهم أبرز أمثلة التقوى وأعلى سادات المتّقين. وفي حديث المفضّل ، عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى : (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) (٢) قال :
«هي في علي وأولاده وشيعتهم ، هم المتّقون ، وهم أهل الجنّة والمغفرة» (٣).
وهم رمز التُّقى وكلمة التقوى التي ألزمها الله تعالى على المؤمنين في قوله تعالى : (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ) (٤). كما تلاحظه في أحاديث تفسيره الشريفة.
ففي أمالي الصدوق رحمه الله بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال : «إنّ الله عهد إليّ في علي [بن أبي طالب] عليه السلام عهداً.
__________________
(١) سفينة البحار : ج ٨ ص ٥٥٨.
(٢) سورة محمّد : الآية ١٥.
(٣) تفسير فرات الكوفي : ص ٤١٧.
(٤) سورة الفتح : الآية ٢٦.