وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَالشَّياطينِ وَحِزْبِهِمُ (١)
____________________________________
(١) ـ وقد تأكّد التبرّي بالخصوص من الجبت وهو الأول ، والطاغوت وهو الثاني ، والشياطين وهم سائر خلفاء الجور وبنو اُميّة وبنو العبّاس وحزبهم أي أتباعهم والجِبْت في الأصل هو كلّ معبود سوى الله تعالى كنّي به عن الأوّل.
والطاغوت في الأصل هو من تجاوز عن الحدّ في الطغيان فكان رئيساً في الضلالة كنّي به عن الثاني لأنّه الأخبث.
كما وأنّ اللاّت صنم من حجارة كانت لثقيف في الكعبة يعبدونها يكنّى به الثالث.
والعُزّى صنم من حجارة كانت في جوف الكعبة لغطفان يعبدونها يكنّى به عن معاوية.
فيتأكّد التبرّي عن جميع الأعداء بالعموم ، وعن هؤلاء الأربعة بالخصوص ، وعن الثاني بنحو أخصّ كما يشهد به حديث الاختصاص مسنداً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن أبي الصخر أحمد بن عبد الرحيم ، عن الحسن بن علي رجلٌ كان في جباية مأمون (١) قال :
دخلت أنا ورجل من أصحابنا على أبي طاهر عيسى بن عبد الله العلوي ، قال ابو الصخر : وأظنّه من ولد عمر بن علي وكان نازلاً في دار الصيديين فدخلنا عليه عند العصر وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسّح ، فسلّمنا عليه فردّ علينا السلام ، ثمّ ابتدأنا فقال : معكما أحد؟
فقلنا : لا.
ثمّ التفت يميناً وشمالاً هل يرى أحداً ، ثمّ قال : أخبرني أبي جنديّ أنّه كان مع
__________________
(١) أي وكان الحسن هذا من الذين يأخذون الزكاة جبايةً للمأمون.