وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ (١)
____________________________________
(١) ـ المنتهى على وزن منتدى اسم مكان بمعنى محلّ نهاية الشيء ، وهنا بمعنى محلّ نهاية الحلم ومنتهى درجته.
والحِلم بكسر الحاء وسكون اللام : هي الصفة النفسانية الكريمة التي حقيقتها ضبط النفس عن هيجان الغضب ، وهو يلازم الصبر ، ويكون بمعنى الناة وكظم الغيظ.
والحليم هو الذي لا يستنفره الغضب ، والحلم عن الشيء يكون فيما إذا صفح عنه وسَتَر عليه.
وأهل البيت عليهم السلام قد بلغوا الغاية والنهاية في تلك الصفة الربّانية الكريمة؛ والإنسان حينما يلاحظ حلمهم عليهم السلام وكظم غيظهم إلى جانب قدرتهم الربّأنية ، وجلالة قدرهم الواقعية ، يدرك أنّهم قد بلغوا غاية الحلم ونهايته حتّى فاقوا الأنبياء في ذلك : فيكونون هم الموصوفون بمنتهى الحلم كما في هذه الزيارة الشريفة والموسومون بملأ الحلم كما في حديث عبد العزيز بن مسلم جاء فيه توصيف الإمام عليه السلام بقوله :
«... شرف الأشراف والفرع من عبد مناف ، نامي العلم ، ملأُ الحلم ، مضطلع بالإمامة ...» (١).
وتلاحظ حلمهم العظيم في سيرتهم الغرّاء كحلم أمير المؤمنين وكظم غيظه عليه السلام في يوم الدار أمام هتك الحرمات التي إرتكبه الأعداء ممّا تلاحظها بالتفصيل في كتاب سليم بن قيس الهلالي (٢).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٠٢ ح ١.
(٢) كتاب سليم بن قيس الهلالي : ج ٢ ص ٥٨٥.