وَدَعَوْتُمْ اِلى سَبيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (١)
____________________________________
(١) ـ إشارة إلى أنّ أهل البيت عليهم السلام هم المصداق الكامل العامل بقوله تعالى : (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (١).
بمعنى أنّكم أهل البيت عليكم سلام الله دعوتم الخلق ، وهديتم المخلوق إلى سبيل الله لقويم ، وصراطه المستقيم ، ودينه العظيم ، بلسان الحكمة والموعظة الحسنة.
فما هي الحكمة وما هي الموعظة الحسنة؟
أمّا الحكمة فقد جاء تعريفها بالعلوم الحقيقيّة الإلهية (٢).
وفُسّرت هنا بالقرآن الكريم (٣).
وسُمّي القرآن حكمة لأنّه يتضمّن الأمر بالأفعال الحسنة والنهي عن الأفعال القبيحة ، وأصل الحكمة المنع عن القبيح والفساد كما اُفيد.
وأهل البيت سلام الله عليهم دَعَوا الخلق إلى دين الله تعالى بالقرآن الكريم وبما أخذوه من كلام الله الحكيم ، فكلّموا كلّ واحدٍ بغرر الحكم على ما يوافق عقله وبمقدار فهمه وبقدر إدراكه ، فإنّهم سلام الله عليهم كانوا كرسول الله صلى الله عليه وآله يكلّمون الناس على قدر عقولهم ، كما في حديث الإمام الصادق عليه السلام (٤).
وأمّا الموعظة الحسنة فمعناه : الوعظ الحسن ، وهو الصَّرف عن القبيح ، على وجه الترغيب في تركه ، والتزهيد في فعله ، ومن ذلك تليين القلوب بما يوجب الخشوع (٥).
__________________
(١) سورة النحل : الآية ١٢٥.
(٢) الأنوار اللامعة : ص ٧٧.
(٣) تفسير البرهان : ج ١ ص ٥٨٥.
(٤) الكافي : ج ١ ص ٢٣ ح ١٥.
(٥) مجمع البيان : ج ٦ ص ٣٩٣.