سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ (١) مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ ، مُبْطِلٌ لِما اَبْطَلْتُمْ (٢)
____________________________________
(١) ـ السِّلم : بكسر السين هي المسالمة والمصالحة والإنقياد ، مقابل الحرب.
أي إنّي مسالم ومصالح ومنقاد لمن كان مسالماً ومصالحاً ومنقاداً لكم أهل البيت وكذلك إنّي حربٌ وعدوٌّ لمن كان حرباً معكم وعدوّاً لكم.
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنّه كان سلماً لمن سالم أهل البيت ، وحرباً لمن حاربهم. ورواه الفريقان وجاء حتّى من طريق العامّة متواتراً (١).
(٢) ـ الحقّ : ضدّ الباطل ، وحقائق الشيء هي ما ثبتت ، والباطل : غير الثابت.
وتحقيق الشيء هو إثباته وإظهاره ، ويُحقّ الله الحقّ أي يُثبته ويُظهره (٢).
فمعنى الفقرة الشريفة إنّي اُبت واُظهر واُبيّن حقّية ما حقّقتموه وأثبتموه ، وكذا إنّي اُبطل واُنفي ما أبطلتموه ونفيتموه.
وفُسّر أيضاً بأنّي أعتقد حقّية ما حقّقتم ، وبطلان ما أبطلتم.
فإنّ أهل البيت عليهم السلام مدار الحقّ ومحور الحقيقة ، وليس بعد الحقّ إلاّ الضلال ، فيكون كلّ ما أثبتوه حقّاً ، وكلّ ما نفوه باطلاً.
وقد تقدّم دليل أنّ أهل البيت عليهم السلام مع الحقّ والحقّ معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه (٣).
وفي حديث مناقب الخوارزمي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : «علي أمي البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ألا وإنّ الحقّ معه ويتبعه ، ألا فميلوا معه» (٤).
__________________
(١) إحقاق الحقّ : ج ٩ ص ١٦١ ـ ١٧٤.
(٢) مجمع البحرين : ص ٤٢٥.
(٣) إحقاق الحقّ : ج ٩ ص ٤٧٩.
(٤) لاحظ الحديث بطرقه وأسانيده في إحقاق الحقّ : ج ٤ ص ٢٣٧ وص ٢٧.