وَعِبادِهِ الْمُكْرَمينَ الَّذينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِاَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (١) وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
____________________________________
(١) ـ عباده : اُضيفت العبودية إلى الضمير العائد إلى الله تعالى في قوله عباده لمزيد الاختصاص والتشريف.
والمكرمين : بالتخفيف وفي نسخة بالتشديد أي الذين أكرمهم الله تعالى بالعصمة والطهارة والمعرفة.
الذين لا يسبقونه بالقول : أي لا يقولون بقول إلاّ بأمر الله تعالى ، بل كلامهم كلام الله العزيز كجدّهم الرسول الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى.
وهم بأمره يعملون : أي في جميع أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم.
وقد أبانت هذه الفقرة الصفات الكريمة في أهل البيت عليهم السلام من حيث شرافتهم بالعبادة ، ثمّ كرامتهم عند الله ، ثمّ أدبهم أمام الله ، ثمّ إطاعتهم لله تعالى.
وقد فسّر بهم قوله تعالى : (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (١).
فعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه أومأ بيده إلى صدره وقال : (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (٢).
وجميع ما فعلوه وهم أهل بيت العصمة كان بعهد من الله تعالى.
وقد عقد ثقة الإسلام الكليني في الكافي باباً في أنّ الأئمّة عليهم السلام لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بعهد من الله عزّ وجلّ وأمر منه لا يتجاوزونه (٣).
__________________
(١) سورة الأنبياء : الآية ٢٦ و ٢٧.
(٢) تفسير البرهان : ج ٢ ص ٦٨٦ ، كنز الدقائق : ج ٨ ص ٤٠٤.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٨١ الأحاديث خصوصاً الحديث ٤.