بِاَبي اَنْتُمْ وَاُمّي وَنَفْسي (١) بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللهُ مَعالِمَ دِينِنا (٢)
____________________________________
(١) ـ هذه هي التفدية الخامسة والأخيرة في هذه الزيارة المباركة لأنفس خلق الله تعالى صلوات الله وسلامه عليهم.
(٢) ـ الموالاة : هي المتابعة.
ومعالم : جمع معلم مصدر ميمي بمعنى موضع العلم.
فالمعنى أنّ بمتابعتكم أهل البيت علّمنا الله تعالى معالم دين الإسلام.
وبأخباركم وأقوالكم وأفعالكم وآثاركم حصل لنا العلم بمواضع الدين ومعرفة شريعة سيّد المرسلين ، كما عرفت ذلك في فقرة : «ونشرتم شرائع أحكامه».
قال المحدّث الحرّ العاملي عند إحصاء كتب الأحاديث والأخبار للشيعة الأبرار : (إنّ ما نقلوا عنه الأحاديث وذكرت في كتب الرجال يزيد على (٦٦٠٠) كتاباً كما أحصيناه) (١). كلّها من بركاتهم ويستضاء منها بموالاتهم.
فإنّهم أئمّة المسلمين ، وحملة علم ربّ العالمين ، وعِدل القرآن في ما خلّفه الرسول الأمين ، وبهم يعرف معالم الدين ، الذي ارتضاه ربّ العالمين.
فهم عليهم السلام أخذوا العلم والمعالم من الخالق العليم جلّ جلاله ، كما تقدّم ذلك في باب علم الإمام عليه السلام (٢).
وهم عليهم السلام علّموا الخلق من ذلك النمير العلمي الصافي ، فتعلّم منهم العلماء والنبلاء وسعد بهم الأصفياء والأولياء ، كما تلاحظ ذلك في شيعتهم وأوليائهم من الصدر الأوّل كسلمان وأبي ذرّ ، إلى الظهور الأزهر كالكمّلين في زمان دولة الإمام المهدي عليه السلام في كمال علمهم وحكمتهم ورشدهم (٣).
__________________
(١) وسائل الشيعة : ج ٢٠ ص ٤٩.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ١٨ ب ١ الأحاديث.
(٣) الغيبة للنعماني : ص ٢٣٨ ب ١٣ ح ٣٠.