وَالاْمانَةُ الْمحْفُوظَةُ (١)
____________________________________
(١) ـ الأمانة هي : ما يؤتمن عليها الإنسان.
وهو أمين أي ثقة مأمون به.
والمحفوظة أي : التي يجب حفظها ويلزم الاعتناء بها ، فإنّ الأمانة وديعة.
والوجوه المفسّرة بها هذه الفقرة الشريفة ثلاثة :
١ ـ بمعنى أنّكم أهل البيت الأمانة المستودعة ... وديعة الله ورسوله التي إستودعها أولياءه المؤمنين في أرضه ، والتي يجب على العالمين حفظها وبذل أنفسهم وأموالهم في حراستها ، شأن الودائع الإلهية.
مضافاً إلى أنّ بهم قوام دينهم ونظام اُمورهم في دنياهم وآخرتهم ، فيلزم مراعاتهم.
قال في المرآة : (الظاهر أنّ المراد وجوب مراعاتهم وموالاتهم وإطاعتهم وترك ما لا يرضيهم كما ورد في حديث الثقلين) (١).
يعني قوله صلى الله عليه وآله في الحديث المتّفق عليه بين الفريقين :
«إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّي سائلكم عنهما فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فاحفظني فيهما».
وقد ورد حديث الثقلين الشريف هذا متواتراً من الطريقين ، فمن الخاصّة في (٨٢) حديثاً ومن العامّة في (٣٩) حديثاً (٢).
٢ ـ بمعنى أنّكم ذو الأمانة المحفوظة ، يعني صاحب الولاية التي هي الأمانة المحفوظة التي عرضت على السماوات والأرض.
__________________
(١) مرآة الأنوار : ص ٥٩.
(٢) غاية المرام : ص ٢١١ ـ ٢٣٥.