وَبَقِيَّةِ اللهِ (١)
____________________________________
(١) ـ بقيّة : جمعها بقايا وبقيّات مثل عطيّة التي جمعها عطايا وعطيّات ، هي ما يُبقى ويدّخر ، وهي تكون طبعاً ممّا هي نفيسة في ذاتها وينتفع بها في بقائها.
وبقيّة الله هم من أبقاهم الله رحمة لعباده ، وحججاً على خلقه.
وهي إشارة إلى الآية المباركة قوله تعالى : (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (١).
فقد فُسّرت بأهل البيت الذين هم بقيّة خلفاء الله وحججه في الأرض من الأنبياء والأوصياء ، فهم الذين أبقاهم الله ويبقيهم إلى آخر الدنيا حججاً لهداية الخلق إلى الله ، ولا يخلو منهم عصر.
هذا وتاتي البقيّة أيضاً بمعنى الرحمة فهم رحمة الله التي مَنّ بها على عباده كرسول الله الذي كان رحمةً للعالمين.
والآية الشريفة هذه وإن كان تنزيلها في النبي شعيب عليه السلام ، إلاّ أنّ تأويلها في المعصومين سلام الله عليهم أجمعين.
وقد تمثّل بها المعصومون عليهم السلام ووُصفوا بها في عدّة موارد وأحاديث :
١ ـ تمثّل بها الإمام الباقر عليه السلام في حديث سفره إلى الشام ننقله بتفصيله لجزيل فائدته :
ذكر السيّد ابن طاووس رحمه الله في كتاب أمان الأخطار ناقلاً عن كتاب دلائل الإمامة تصنيف محمّد بن جرير الطبري الإمامي ، من أخبار معجزات مولانا محمّد بن علي الباقر عليهما السلام. ذكره باسناده عن الإمام الصادق عليه السلام قال :
__________________
(١) سورة هود : الآية ٨٦.