الْمُكَرَّمُونَ (١)
____________________________________
(١) ـ جمع المكرّم ، مأخوذ من الكَرَم ، والكرم ضدّ اللؤم.
وفُسّر الكرم بالنفع الكثير ، والكريم صفة لكلّ ما يُرضى ويُحمد من الاُمور فيقال : القرآن الكريم ، والإنسان الكريم ، والوجه الكريم ، والجوهر الكريم ، بمعنى المحمود المرضي.
والمكرّمون هم أهل البيت عليهم السلام الذين كرّمهم الله تعالى ذاتاً وصفاتاً ، وأقوالاً وأفعالاً وأحوالاً ، فكانوا عليهم السلام مرضيين محمودين من جميع هذه الجهات.
وقد تكرّم الله تعالى عليهم بنورانية المبدأ والعصمة والطهارة ، والعلم والمعرفة والولاية والإمامة ، وجميع الكرامات والاُمور المحمودة المرضيّة ، مادّية ومعنوية ، دنيويّة واُخروية ، بحيث آتاهم الله ما لم يؤت أحداً من العالمين ، وجعلهم أفضل الخلق أجمعين.
ولقد كرّم الله بني آدم ، وأكرم من بينهم محمّداً وآله الطاهرين بأسمى آيات الكرامة ، وفضّلهم حتّى على أنبيائه المرسلين وملائكته المقرّبين ، حيث كانوا لذلك من اللائقين.
وقد تقدّم دليل كرامتهم في حديث تفسير قوله تعالى : (عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ) بأهل البيت عليهم السلام وأنّه أومأ الإمام الباقر عليه السلام بيده إلى صدره عند تلاوة هذه الآية الشريفة (١).
ولقد عمّت كراماتهم الدنيا والآخرة ، وكانت من العيان المستغنى عن البيان ، وجدانية للأولياء والأعداء.
وتلاحظ نبذة منها في أحاديث معاجزهم في الدنيا ودرجاتهم في الاُخرى (٢).
بل كُرّمت أرواحهم في الخِلقة الاُولى ، كما سيأتي بيانه في فقرة «خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين».
__________________
(١) تفسير البرهان : ج ٢ ص ٦٨٦ ، كنز الدقائق : ج ٨ ص ٤٠٤.
(٢) لاحظ بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ٢٥٩ ح ١٠ ، وص ٢٧٢ ح ٥٤ ، وج ٢٧ ص ١٠٧ ح ٨٠.