مُسْتَشْفِعٌ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ (١) وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ اِلَيْهِ (٢)
____________________________________
(١) ـ الاستشفاع : هو طلب الشفاعة.
أي إنّي أطلب شفاعتكم أهل البيت وأجعلكم شفعائي إلى الله تعالى.
وذلك لأنّهم الشفعاء إليه ، والمرضيين في مقام شفاعتهم لديه.
كما تقدّم دليله في الفقرة السابقة «وشفعاء دار البقاء».
(٢) ـ أي إني أتقرّب بكم أهل البيت وأجعلكم وسائل قربي المعنوي إلى الله الجليل.
حيث إنّهم الوسائل إلى الله تعالى كما تلاحظه في تفسير قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (١) ـ (٢).
وفي حديث طارق بن شهاب ، عن أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ الأئمّة من آل محمّد الوسيلة إلى الله (٣).
وفي عدّة الداعي عن سلمان الفارسي قدس سره قال : سمعت محمّداً صلى الله عليه وآله يقول : «إنّ الله عزّ وجلّ يقول : يا عبادي أو ليس من له إليكم حوائج كبار لا تجودون بها إلاّ أن يتحمّل عليكم بأحبّ الخلق إليكم ، تقضونها كرامة لشفيعهم؟
ألا فأعلموا أنّ أكرم الخلق عليّ وأفضلهم لديّ محمّد وأخوه علي ومن بعده الأئمّة ، الذين هم الوسائل إليّ.
ألا فليدعني من همّته حاجة يريد نفعها ، أو دته داهية يريد كشف ضررها بمحمّد وآله الطيبيّن الطاهرين أقضها له أحسن ما يقضيها من يستشفعون بأعزّ الخلق عليه».
فقال له قوم من المشركين والمنافقين وهم المستهزؤون به : يا أبا عبد الله فما لك
__________________
(١) سورة المائدة : الآية ٣٥.
(٢) كنز الدقائق : ج ٤ ص ١٠٤.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ١٧٤ ب ٣ ح ٣٨.