الْعامِلُونَ بِاِرادَتِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ أي أنّ أهل البيت عليهم السلام أعمالهم على وفق إرادة الله ، وعلى طبق مشيئته ، بل هم أوعية مشيئة الله تعالى : ولا يريدون إلاّ ما أراد الله.
وما أحلاها وأجلاها من كلمة تبيّن أنّ أقوالهم وأفعالهم ، وحركاتهم وسكناتهم ، وكلّ ما يصدر منهم اُمور ربّانية ، صادرة بالإدارة الإلهية.
لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بعهدٍ من الله المتعال وأمرٍ منه ، يطيعونه ولا يتجاوزونه ، وقد عرفت أنّهم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، فهم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلاّ وحي يوحى.
وقد عقد لذلك ثقة الإسلام الكليني باباً (١) بأحاديث عديدة منها :
حديث ضريس الكنّاسي ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال :
قال له حمران : جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر علي والحسين والحسين عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله عزّ وجلّ ، وما اُصيبوا من قتل الطواغيت إيّاهم ، والظفر بهم ، حتّى قُتلوا وغُلبوا؟
فقال أبو جعفر عليه السلام : «يا حمران إنّ الله تبارك وتعالى [قد] كان قدّر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتّمه ، ثمّ أجراه ، فبتقدّم علم ذلك إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله قام علي والحسن والحسين ، وبعلم صَمَت منّا» (٢).
وفي الزيارة المطلقة الاُولى للإمام الحسين عليه السلام : «إرادة الربّ في مقادير اُموره تهبط إليكم ، وتصدر من بيوتكم» (٣).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٧٩ الأحاديث.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٨١ ح ٣.
(٣) الكافي : ج ٤ ص ٥٧٥ ح ٢.