وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ الضلال والضلاة : ضدّ الهدى والهداية (١).
والضلالة عن الطريق : ضدّ الرشاد (٢).
والضلال هو : العدول عن الطريق المستقيم (٣).
أي قد ضلّ وعدل عن طريق الحقّ ولم يهتد إلى الحقّ من فارقكم أهل البيت وترك متابعتكم.
إذ هو مفارقة لرسول الله صلى الله عليه وآله كما نُصّ عليه في أحاديث الفريقين (٤).
والحقّ فيكم ومنكم وإليكم أهل البيت ، وليس بعد الحقّ إلاّ الضلال ، فمن تخطّى عن الحقّ وقع في الضلالة ، والضلالة خسران مبين.
قال عزّ إسمه : (مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (٥).
فملازمه أهل البيت عليهم السلام توجب الهداية ، ومفارقتهم توجب الضلالة كما تستفيده من حديث الثقلين المتقدّم نقله ، الذي يفيد كون الهداية مقيّدة بالتمسّك بهما فقط.
وخصوص حديث ابن عبّاس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : «لن تضلّوا ولن تهلكوا وأنتم في موالاة علي ، وإن خالفتموه فقد ضلّت بكم الأهواء في الغي ، فاتّقوا الله ، فإنّ ذمّة الله علي بن أبي طالب» (٦).
وأهل البيت عليهم السلام من اقتدى بهم هدي إلى الصراط المستقيم كما في حديث جابر ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله في أهل البيت عليهم السلام قال :
__________________
(١) مرآة الأنوار : ص ١٤٩.
(٢) مجمع البحرين : ص ٤٨٠.
(٣) المفردات : ص ٢٩٧.
(٤) غاية المرام : ص ٥٤٢.
(٥) سورة الأعراف : الآية ١٧٨.
(٦) إحقاق الحقّ : ج ٦ ص ٥٧ ب ٤٢ ح ١ عن ينابيع المودّة ، وغيره من الأحاديث الاُخرى التي تجدها في غاية المرام : ص ٥٤٢.