وَبِكُمْ اَخْرَجَنَا اللهُ مِنَ الذُّلِّ (١) وَفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الْكُرُوبِ (٢) وَاَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَمِنَ النّارِ (٣)
____________________________________
(١) ـ أي بسببكم ووجودكم وإمامتكم أخرجنا الله تعالى من ذلّ الكفر والشرك إلى عزّ الإسلام والإيمان ، ومن ذلّ الجهل إلى عزّ العلم ، ومن ذلّ العذاب الدنيوي والاُخروي إلى عزّ الأمن والأمان كما يأتي بيانه.
وفي نسخة الكفعمي هنا زيادة : «وأطلق عنّا رهائن الغلّ».
(٢) ـ الكرب : هو الغمّ الشديد الذي يأخذ بالنفس.
اي وبكم فرّج الله تعالى عنّا شدائد الغموم التي كانت تأخذ بالنفس ، وتنتج من الكفر والظلم والخوف كما يأتي بيانه أيضاً في الفقرة الآتية.
(٣) ـ شفا : على وزن نوى هو طرف الشيء وجانبه.
وجُرُف بضمّتين ، وقد يسكّن الراء تخفيفاً هو : ما جرفته السيول وأكلته من الأرض. وفي نسخة الكفعمي : «ومن عذاب النار».
أي وبكم أنقذنا الله تعالى وخلّصنا ونجّانا من جانب مسيل المهالك ومن عذاب النار ، حيث كنّا مشرفين على مسالك الكفر والضلال ومخاطر النيران والتبعات ، فهدانا الله ببركتكم ، ونجّانا بهدايتكم.
فبرسول الله وأمير المؤمنين وأهل البيت الطاهرين عليهم السلام أخرجنا الله تعالى وأخرج آباءنا من الذلّ ، وفرّج عنّا غمرات الكروب ، وأنقذنا من المهالك والنار ، وجعل لنا وسام الشرف والعزّة ، وقد قال تعالى : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (١).
__________________
(١) سورة المنافقين : الآية ٨.