كَيْفَ اَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُمْ (١) وَاُحْصي جَميلَ * بَلائِكُمْ (٢)
____________________________________
(١) ـ الثناء : هو المدح ، والذكر الحسن ، والكلام الجميل.
وحسن ثنائكم من إضافة الصفة إلى الموصوف ، نظير قولهم كريم الأب ، وأبيّ النفس ، يعني ابوه كريم ، ونفسه أبيّة ، وكذلك هنا بمعنى أنّ ثناؤهم ومدحهم الحسن.
فالمعنى أنّه كيف أقدر على توصيف حسن مدحكم يعني مدحكم الحسن الجميل ، أو حسن ثناءكم وتجميدكم لله تعالى؟ والحال أنّه بكم أخرجنا الله من الذلّ الخ.
فإنّ حسن ثنائهم لا يُتوصّل إلى غايته فكيف يوصف حقّ وصفه.
إذ أنّهم عليهم السلام أهل الثناء من بداية الخلقة إلى يوم القيامة.
(٢) ـ البلاء هنا هي : النعمة ومنه الدعاء : «الحمد لله على ما أبلانا» أي أنعم علينا وتفضّل ، من الإبلاء الذي هو الإحسان والإنعام (١).
وجميل بلائكم أيضاً من إضافة الصفة إلى الموصوف ، يعني نعمكم الجميلة وإحسانكم الجميل.
فالمعنى : أنّه كيف أقدر أيضاً على إحصاء نعمكم الجميلة التي أنعم الله تعالى بها علينا ، ومنها النعم الآتية يعني الإخراج من الذلّ الخ ، التي هي من أعظم النعم.
وأهل البيت عليهم السلام هم بأنفسهم نعم الله ، وولايتهم أولى النعم ، وبركاتهم سوابغ النعمة ، وقد تقدّم بيانه ودليله في فقرة : «وأولياء النعم».
ونعمهم الجميلة لا تستقصى فلا يمكن أن تحصى.
__________________
(*) في العيون : «وكيفَ اُحصي».
(١) مجمع البحرين : ص ١٣.