حياتک أو بعد موتک ، أو زار إبنيک في حياتهما أو بعد مماتهما ضمنتُ له يوم القيامة أن اُخلصه من أهوالها وشدائدها ، حتّي اُصيره معي في درجتي» (١).
بل إنّ زيارتهم ممّا اُخذ عليها العهد فيلزم الوفاء به ، ولا يمکن ترکه کما في حديث الوشا قال سمعت الرضا عليه السلام يقول : «إنّ لکلّ إمام عهداً (٢) في عنق أوليائه وشيعته ، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبةً في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه کان أئمّتهم شفعاؤهم يوم القيامة» (٣).
إلي غير ذلک من الأحاديث الشريفة التي تلاحظها في کتب المزار ، نذکر بعضها تعميماً وتکميلاً للفائدة ، من ذلک :
(١) ـ حديث جابر ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : «زارنا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أهدت لنا اُمّ أيمن لبناً وزبداً وتمراً قدّمنا منه فأکل ، ثمّ قام إلي زاوية البيت فصلّي رکعات ، فلمّا کان في آخر سجوده بکي بکاءً شديداً ، فلم يسأله أحد منّا إجلالاً وإعظاماً له ، فقام الحسين فقعد في حجره وقال له : يا أبه ، لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشيء کسرورنا بدخولک ، ثمّ بکيت بکاءً غمّنا ، فما أبکاک؟
فقال : يا بني أتاني جبرئيل عليه السلام آنفاً فأخبرني أنّکم قتلي وأنّ مصارعکم شتّي.
فقال : يا أبه فما لمن يزور قبورنا علي تشتّتها؟
فقال : يا بني اُولئک طوائف من اُمّتي يزورونکم فيلتمسون بذلک البرکة ، وحقيق عليّ أن آتيهم يوم القيامة حتّي اُخلّصهم من أهوال الساعة ومن ذنوبهم ويسکنهم الله الجنّة» (٤).
__________________
(١) کامل الزيارات : ص ١١.
(٢) والعهد هو الوصية والأمر ، والمعاهدة هي المعاقدة کما في مجمع البحرين : ص ٢٢٠. قال الله تعالي في سورة الإسراء : الآية ٣٤ : (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا).
(٣) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ١١٦ ب ٢ ح ١.
(٤) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ١١٨ ب ٢ ح ١١.