وَمَصابيحِ الدُّجى (١)
____________________________________
(١) ـ مصابيح جمع مصباح ـ وهو في اللغة بمعنى السراج الثاقب المضيء ، ويكنّى به عن كل ما يهتدى به.
والدُجى جمع الدُجْيَة بضمّ الدال أي الظلمة ، يقال : ليل دَجِيّ وليل داجٍ أي مظلم.
والأئمّة الأطهار عليهم السلام مصابيح الدجى ، وسُرُج الهداية في الدنيا ، وهادون للخلق من ظلمة الشرك والكفر ، والضلالة والجهل ، إلى نور الإيمان والطاعة والمعرفة والعلم.
بل هم المثل الأعلى لمصباح الهدى ، ووسائل النجاة في جميع الظلمات كما تلاحظ ذلك في حديث عبد العزيز بن مسلم ، عن الإمام الرضا عليه السلام قال فيه :
«الإمام كالشمس الطالعة المجلِّلة بنورها للعالَم وهي في الاُفق ، بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار ، الإمام البدرُ المنير ، والسراج الزاهر ، والنور الساطع ، والنجم الهادي ي غياهب الدجى» (١).
وقد تقدّم في حديث بريد العجلي أنهم الهادون في قوله تعالى : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) وأفاد في الشموس الطالعة كأنّ قوله عليه السلام في الزيارة الشريفة : «ومصابيح الدجى» إشارة إلى قوله تعالى في الكتاب الكريم : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٢) ـ (٣). فقد فسّرت بأهل بيت العصمة سلام الله عليهم كما تلاحظ ذلك في مثل : حديث صالح بن سهل الهمداني قال :
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٠٠ ح ١.
(٢) سورة النور : الآية ٣٥.
(٣) الشموس الطالعة : ص ١٥٧.