وَبَرِئْتُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اَعْدائِكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ البراءة والتبرّي من الشيء والشخص : هو التنزّه والتباعد عنه (١).
وبرأ فلان من فلان إذا سقط عنه طلبه وكان متبرّءاً منه (٢).
فالتبرّي من العدوّ هو التباعد منه.
وتمهيداً لبيان هذه الفقرة الشريفة نلفت النظر إلى انّ التبرّي من العدوّ فطرة بشريّة وحقيقة ثابتة طبيعية ، فنحن نرى ونحسّ أنّ كلّ إنسان يحبّ صديقه ويتنفّر من عدوّه ومن ظلمه.
وهذا التنفّر من دواعي العقل والحكمة ، بحيث أنّه لو ساوى الإنسان في المحبّة بين صديقه وعدوّه لكان ظالماً لصديقه.
بل التبرّي من ركائز الدين القويم.
لذلك ترى أنّ الله تعالى يقول : (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) (٣).
وقال تعالى : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) (٤) فمعاداة الأعداء إذاً أمر فطري وديني.
خصوصاً إذا كان الأعداء هم أعداء الله ورسوله ، فإنّه يلزم معاداتهم والتبرّي منهم بأنحاء التبرّي كبغضهم ولعنهم وإظهار البراءة منهم ، فإنّه نوع تقرّب إلى الله تعالى وتحبّب إليه.
لذلك تبيّن هذه الزيارة المباركة بأنّنا في حال التجائنا إلى الله عزّ إسمه نتبرّأ من أعداء أهل البيت عليهم السلام يعني الناصبين والضالّين والجاحدين والمعاندين القاتلين ،
__________________
(١) لسان العرب : ج ١ ص ٣٣.
(٢) مجمع البحرين : ص ١٠.
(٣) سورة البقرة : الآية ٩٨.
(٤) سورة فاطر : الآية ٦.