وَنُورِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ النور هو الضوء المنتشر ، والكيفية الظاهرة بنفسها والمظهرة لغيرها.
وُصِفَ به أهل البيت سلام الله عليهم لأنّهم مضافاً إلى نورانيّتهم نوّروا العالم بعلم الله وهدايته ، ونوّروا الكائنات بنور الوجود ، وبهم تنوّرت القلوب ، وهم الأنوار اللائحة ، والأدلّة الواضحة ، والمصابيح الهادية التي تهدي الخلق.
وهذه الفقرة إشارة إلى مثل قوله تعالى : (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا) (١) المفسّر بهم عليهم السلام وبولايتهم في أحاديث الخاصّة والعامّة (٢).
وقد عقد ثقة الإسلام الكليني باباًَ في أنّ الأئمّة عليهم السلام نور الله عزّ وجلّ (٣).
وعقد شيخ الإسلام المجلسي باباً في معرفتهم عليهم السلام بالنورانية (٤).
فمن الباب الأوّل حديث أبي خالد الكابلي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ : (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا).
فقال : «يا أبا خالد النور والله نور الأئمّة من آل محمّد صلى الله عليه وآله إلى يوم القيامة ، وهم والله نور الله الذي اُنزل ، وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض ، والله يا أبا خالد النور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ، وهم والله ينوّرون قلوب المؤمنين ، ويحجب الله عزّ وجلّ نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم ، والله يا أبا خالد لا يحبّنا عبد ويتولاّنا حتّى يطهّر الله قلبه ، ولا يطهّر الله قلب عبد حتّى يسلّم لنا ويكون سلماً لنا ، فإذا كان سلماً لنا سلّمه الله من شديد الحساب ،
__________________
(١) سورة التغابن : الآية ٨.
(٢) غاية المرام : ص ٤٣٧ ، كنز الدقائق : ج ١٣ ص ٢٨٠.
(٣) الكافي : ج ١ ص ١٩٤.
(٤) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ١ ب ١٣ الأحاديث.