وَشُفَعاءُ دارِ الْبَقاءِ (١)
____________________________________
(١) ـ أي الشفعاء إلى الله تعالى لشيعتهم في الدار الاُخرى.
والشفاعة هي : السؤال في التجاوز عن الجرائم والذنوب (١).
وأهل البيت عليهم السلام لهم وسام الشرف في الوجاهة عند الله تعالى ، ولهم مقام التكريم من قبل الله عزّ وجلّ ، إعظاماً لهم وإحساناً إلى شيعتهم.
فيشفعون إلى الله الذي ارتضى شفاعتهم في العفو عن أهل الخطأ من مذنبي المؤمنين.
وهذا ثابت بالأدلّة الأربعة كما فصّلنا بيانها في العقائد فلا نودّ التكرار (٢) ، لكنّا نشير إليها باختصار :
١ ـ أمّا دليل الكتاب فمثل قوله تعالى : (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) (٣) وتلاحظ أحاديث تفسيره في الكنز (٤).
٢ ـ وأمّا دليل السنّة فالأحاديث التي تفوق على المئة ممّا جمعت في بابي الشفاعة والصفح عن الشيعة في المجلّد الثامن والستّين من بحار الأنوار.
ونتبرّك هنا بذكر حديثين فقط من طرق الخاصّة والعامّة وهما :
أمّا أولاً : فمن طريق الخاصّة حديث فرات الكوفي بسنده عن الإمام الباقر عليه السلام.
قال جابر لأبي جعفر عليه السلام : جعلت فداك يابن رسول الله حدّثني بحديث في فضل جدّتك فاطمة عليها السلام إذا أنا حدّثت به الشيعة فرحوا بذلك.
قال أبو جعفر عليه السلام : حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : «إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور ، فيكون منبري أعلى منابرهم يوم
__________________
(١) مجمع البحرين ص ٣٨٣.
(٢) العقائد الحقّة الطبعة الأولى : ص ٤٥٤.
(٣) سورة الأنبياء : الآية ٢٨.
(٤) كنز الدقائق : ج ٨ ص ٤٠٦.