وَاِيابُ الْخَلْقِ اِلَيْكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ الإياب بكسر الهمزة : بمعنى الرجوع.
أي إنّ رجوع الخلق للحساب والشفاعة إليكم أهل البيت في الآخرة ، كما كان رجوعهم في اُمور دينهم وأحكام شرائعهم إليكم في الدنيا.
فهم المرجع والميزان في حساب الإنسان في يوم المعاد وبعث العباد ، كما يدلّ عليه النقل والعقل ممّا يأتي بيانه في الفقرة التالية.
وهم الشهداء على الخلق والعارفون بأعمال العباد كما ثبت بقوله تعالى : (لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (١) ، حيث فسّر الشهداء بأهل البيت عليهم السلام عند الخاصّة والعامّة (٢).
فيكون رجوع الخلق إلى من هم الشهداء على أعمالهم بشهادة الصدق ، ويدلّ على إياب الخلق إليهم عليهم السلام أخبار الباب ، ومنها :
حديث جابر ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأوّلين والآخرين لفصل الخطاب دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فيُكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلّة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب ، ويُكسى علي عليه السلام مثلها ، ويكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلّة وردية تضيء ما بين المشرق والمغرب ، ويكسى علي عليه السلام مثلها.
ثمّ يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس ، فنحن والله ندخل أهل الجنّة الجنّة ، وندخل أهل النار النار.
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ١٤٣.
(٢) الكافي : ج ١ ص ١٩٠ ، شواهد التنزيل ، للحاكم الحسكاني : ج ١ ص ٩٢ ، كما نقله في إحقاق الحقّ : ج ١ ص ٥٥٣.