وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ (١)
____________________________________
(١) ـ السرّ في اللغة بمعنى ما يُكتم ، ومنه (هذا من سرّ آل محمّد) أي من مكتومهم ، الذي لا يظهر لكلّ أحد (١).
وسرُّ الله تعالى هي العلوم والمكاشفات والحقائق التي لا يجوز إظهارها إلاّ لمن هو أهل لها من الكُمّلين ، فإنّه لا يتحمّلها إلاّ ملك مُقرّب ، أو نبي مرسل ، أو عبد إمتحن الله تعالى قلبه للإيمان.
وقد مرّ بيانه في الفقرة الشريفة المتقدّمة «وحفظة سرّ الله».
وأهل البيت عليهم السلام إختارهم الله لسرّه ، وائتمنهم على مكتوم علمه ، كما تلاحظه في حديث أبي الجارود ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال :
«إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله دعا عليّاً عليه السلام في المرض الذي توفّي فيه فقال : يا علي اُدنُ منّي حتّى أسرّ إليك ما أسرّ الله إليّ ، وائتمنك على ما ائتمنني الله عليه ، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله بعلي ، وفعله علي بالحسن ، وفعله الحسن بالحسين ، وفعله الحسين عليه السلام بأبي ، وفعله أبي بي ، صلوات الله عليهم أجمعين» (٢).
__________________
(١) مجمع البحرين : مادّة سَرَرَ ص ٢٦٦.
(٢) بصائر الدرجات : ص ٣٧٧ ب ٣ ح ١.