وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ (١)
____________________________________
(١) ـ الطهارة في الأصل هي النزاهة والنظافة.
والدنس ، بفتحتين ، وجمعه أدناس : أصله الوَسَخ ، يقال : دَنِس الثوب إذا توسّخ.
وأهل البيت عليهم السلام مطهّرون ومنزّهون من جميع ما يدنّس ساحتهم المقدّسة ، ما يدنّس النسب ، وما يدنّس العِرض ، وما يدنّس المروءة ، وما يدنّس القلب ، وما يدنّس الروح ، وما يدنّس الأخلاق ... فالدَّنس لغةً يستعمل في جميع هذه المعاني ، وهم عليهم السلام مطهّرون من جميعها.
وذلك لكون الطهارة منها هي من لوازم العصمة ، وقد ثبتت العصمة بالأدلّة الأربعة كما عرفت فيما تقدّم فثبتت هذه الطهارة.
مضافاً إلى التنصيص الصريح على الطهارة المطلقة المؤكّدة في آية التطهير بقوله عزّ إسمه : (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ، وهي تقتضي التنزّه والخلوص عن لوث جميع الأرجاس ، والأنجاس والمعاصي والذنوب والخبائث والعيوب ، والنقائص الظاهرية والباطنية ، والقذارات والمآثم والأعمال القبيحة.
كلّ هذا بالإضافة إلى الأدلّة الخاصّة على طهارتهم من الأدناس نظير :
قوله عليه السلام في الزيارة الغديرية العلوية : «ولا شَرِهتَ إلى الحُطام ، ولا دَنَّسَك الآثام» (١).
وقوله عليه السلام في الزيارة المطلقة الحسينية : «أشهد أنّك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة ، لم تنجّسك الجاهلية بأنجاسها ، ولم تلبسك من
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٣٦٢ ب ٥ ح ٦.