وَاَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ (أهل البيت) وَطَهَّرَكُمْ تَطْهيراً (١) ، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ (٢)
____________________________________
(١) ـ إشارة غلى عصمتهم الرفيعة الثابتة من الله تعالى في محكم كتابه بقوله : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (١).
وقد سبق منّا ذكر الإجماع على نزولها في آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين ، مع أحاديث الفريقين المتواترة في ذلك من الخاصّة في (٣٤) طريقاً ، ومن العامّة في (٤١) طريقاً (٢).
وقد فصّلناه في محلّه فراجع (٣).
(٢) ـ الفاء في فعظّمتم لبيان النتيجة ، ولإفادة أنّ في قبال ذلك الفضل الإلهي السامي عليكم أهل البيت بمنحكم العصمة الربّانية الكبرى ، وإعطائكم النعمة القدسيّة العظمى ... أنتم شكرتم النعمة ، وقدّرتم العطيّة ، فعظّمتم جلال الله تعالى الله تعالى ، وأكبرتم شأنه ، ومجّدتم كرمه ، وأدمتم ذكره ، ووكّدتم ميثاقه ... الخ.
والتعظيم في اللغة هو : التوقير والتبجيل والتفخيم والتكبير والخشوع.
وجلال الله تعالى : هي عظمته.
فالله تبارك وتعالى جليل ذو الجلال : (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (٤).
والجليل هو الموصوف بصفات العظمة من الغنى والمُلك والقدرة والعلم وكذلك المتقدّس والمنزّه عن صفات النقص كالإحتياج والضعف والنوم.
فهو تعالى الجليل الذي يصغر دونه كلّ جليل ، ويضع عنده كلّ رفيع.
و(الجليل) من أسمائه المقدّسة الحسنى الراجعة إلى كمال صفاته ، كما أنّ
__________________
(١) سورة الأحزاب : الآية ٣٣.
(٢) غاية المرام : ص ٢٨٧ ـ ٣٠٠.
(٣) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص ٣١٧.
(٤) سورة الرحمن : الآية ٧٨.