آتاكُمُ اللهُ ما لَمْ يُؤْتِ اَحَداً مِنَ الْعالَمينَ (١)
____________________________________
(١) ـ أي آتاكم الله تعالى من العلوم والمعارف ، والأسرار والمواهب ، والمواريث والعطايا ، والخصائص والفضائل ما لم يؤتها أحداً من العالمين حتّى الأنبياء والمرسلين والملائكة المقرّبين.
فإنّ العالمين بفتح اللام جمع ، محلّى باللام يفيد العموم ، ويشمل جميع العوالم التي ترى الإشارة إليها في حديث الشيخ الصدوق بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام قال : «إنّ لله عزّ وجلّ إثنى عشر الف عالم ... إنّي الحجّة عليهم» (١).
والعالمين بمعنى : أصناف الخلق وكلّ صنف منهم عالَم كما في المجمع (٢).
وأحداً نكرة في سياق النفي ، فيفيد عموم كلّ أحد أيضاً.
فأهل البيت وسيّدهم الرسول الأكرم سلام الله عليهم أعطاهم الله هذه العطايا الفضلى ، وتفضّل عليهم بهذه المنح العظمى ، لأنّهم المفضّلون على الخلق أجمعين ، والمصطفون على العالمين.
حيث إنّهم سبقوا جميع الخلق إلى طاعة الله ، وفاقوهم في التقرّب إلى الله من النشأة الاُولى إلى المراحل الاُخرى.
وقد علم الله تعالى منهم الوفاء فاختارهم باختياره الثاقب المصيب.
ففي حديث الوصيّة : «يا علي إنّ الله عزّ وجلّ أشرف على [أهل] الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثمّ أطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثمّ أطلع الثالثة فاختار الأئمّة من ولدك على رجال العالمين ، ثمّ أطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين» (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥٧ ص ٣٢٠ ب ١ ح ٢.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٣٧٤.
(٣) مجمع البحرين : ص ٥٢٧.