وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللهِ (١)
____________________________________
(١) ـ المعادن جمع مَعدِن بكسر الدال بمعنى محلّ إستقرار الجواهر وإفاضتها ، وهو مركز كلِّ شيء وأصله ومبدؤه.
والحكمة في اللغة هي : العلم الذي يرفع الإنسان ويمنعه عن فعل القبيح مستعارٌ من حكمة اللجام وهي ما أحاط بحنك الدابّة ، ويمنعها عن الخروج والمخالفة (١). ويكون هذا المنع للإصلاح (٢).
وعُرّفت الحكمة بأنّها هي : العلوم الحقيقيّة الإلهية (٣).
وقد وردت كلمة الحكمة في الكتاب المبين ، وفُسّرت في كلمات الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، بما نستغني معها عن تفاسير الآخرين.
فقد قال الله تعالى : (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (٤).
وقال عزّ إسمه : (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ) (٥).
وفسّرها المعصومون عليهم السلام بضياء المعرفة ، وطاعة الله تعالى ، ومعرفة الإمام عليه السلام ، واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار والعقاب ، والتفقّه في الدين ، والعقل والفهم (٦).
وأهل البيت سلام الله عليهم هم معادن أنوار الحكمة الإلهية ، واُصول المعارف الربّانية ، وأسمي المراتب العقلانيّة.
وهم أتمّ الناس في هذه المزايا ، ومعلّموا الخلق في هذه العطايا ، كما تلمسه في كلماتهم الصريحة ، وبياناتهم المليحة ، وفي نصوصهم وتنصيص سيّدهم
__________________
(١) مجمع البحرين : مادّة حكم ص ٥١١.
(٢) مفردات الراغب : ص ١٢٦.
(٣) الأنوار اللامعة : ص ٧٧.
(٤) سورة البقرة : الآية ٢٦٩.
(٥) سورة لقمان : الآية ١٢.
(٦) تفسير البرهان : ج ١ ص ١٥٨ ، وج ٢ ص ٨١٨ ، كنز الدقائق : ج ٢ ص ٤٤٣.