وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ (١) وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الاْرْضِ اِلاّ بِاِذْنِهِ (٢) وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ (٣)
____________________________________
(١) ـ فإنّهم عليهم السلام معدن الرحمة والبركة ، وببركتهم يُنزّل الغيث وتنشر الرحمة كما تلاحظه في الأحاديث المتواترة المتقدّم بيانها في فقرة : «ومساكن بركة الله».
وفي نسخة الكفعمي : «وبكم ينزّل الغيث والرحمة».
(٢) ـ أي بكم أهل البيت وببركة وجودكم يمسك الله تعالى السماء ويحفظها عن أن تقع على الأرض ، عند حصول أسباب ذلك ، من عصيان بعض المخلوقين ، وشرك المشركين واتّخاذهم الآلهة الباطلة كما قال تعالى : (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا) (١).
فلا تسقط السماء إلاّ بإذنه ، ومورد إذنه عند قيام الساعة ، أو في كلّ وقت يريده الله تعالى ويأذن فيه.
ولو لا هم عليهم السلام لساخت الأرض ولسقطت السماء.
ففي دعاء العديلة : «بيُمنه رُزق الورى ، وبوجوده ثبتت الأرض والسماء».
(٣) ـ التنفيس : هو إذهاب الهمّ والغمّ ، يقال : نفّس الله كربته أي فرّجها ، والأصل في التنفيس هو التفريج ، كأنّه مأخوذ من قولهم : أنت في نَفَس من أمرك أي سعة (٢).
والهمّ : هو الحزن (٣).
وفي الدعاء : «اللهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والغمّ والحزن» ، وقيل : الهمّ قبل نزول الأمر ، والغمّ بعد نزوله ، والحزن هو الأسف على ما فات ، وأهمّني الأمر أي أقلقني (٤).
__________________
(١) سورة مريم : الآية ٩٠ ـ ٩١.
(٢) مجمع البحرين : ص ٣٣٦.
(٣) ترتيب العين : ج ٣ ص ١٩٠١.
(٤) مجمع البحرين : ص ٥٤٣.