الْقَوّامُونَ بِاَمْرِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ القوّامون : جمع القوّام : مبالغة وتكثير في القائم المتولّي للأمر.
والقَوّام بأمرٍ : هو القائم به مع الثبات والمواظبة ، والجدّ والتجلّد ، والذي أتى به وأدّاه حقّ الأداء ، مُوفياً بحقّه ، كما يستفاد من اللغة.
وفسّر القوّامون في قوله تعالى : (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) (١) بمعنى دائمين على القيام بالعدل ، في القول والفعل.
وأهل البيت عليهم السلام قوّامون بأمر الله تعالى الذي هو أمر الإمامة ، أو الأعمّ من ذلك ، كما أفادته الأحاديث الشريفة مثل :
١ ـ حديث عبد العزيز بن مسلم ، عن الإمام الرضا عليه السلام الذي ورد فيه توصيف الإمام بأنّه : «قائم بأمر الله ... جعله الحجّة على عباده ، وقيّمه في بلاده» (٢).
٢ ـ حديث أبي حمزة الثمالي ، عن الإمام الباقر عليه السلام : قال فيه : كنت عند أبي جعفر محمّد الباقر عليه السلام ذات يوم فلمّا تفرّق من كان عنده قال لي : «يا أبا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا ، فمن شكّ فيما أقول لقي الله وهو به كافر وله جاحد.
ثمّ قال : بأبي واُمّي المسمّى باسمي ، والمكنّى بكنيتي ، السابع من بعدي ، بأبي من يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
وقال : يا أبا حمزة من أدركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمّد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ، وقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار ، وبئس مثوى الظالمين ...
وأوضح من هذا بحمد الله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه ، قول الله تعالى في محكم كتابه : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ
__________________
(١) سورة النساء : الآية ١٣٥.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٠٢ ح ١.