فَبَلَغَ اللهُ بِكُمْ اَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ ، وَاَعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبينَ ، وَاَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلينَ (١)
____________________________________
(١) ـ يعني بلّغكم الله تعالى أشرف محلّ عباده المكرّمين ، أي أفضل مراتبهم وأعلى منازل المقرّبين من الأنبياء والمرسلين.
وأرفع درجات المرسلين وهي درجة نبيّ الإسلام عليه وآله أفض التحيّة والسلام.
وهذه الفقرات تقتضي بل تلازم أفضلية أهل البيت عليهم السلام على الأنبياء كأفضلية خاتم النبيين عليهم.
لأنّ لازم الأشرفية والأعلائية والأرفعية هي الأفضلية ، إذ غير الأفضل لا يكون أشرف أو أعلى أو أرفع.
ويدلّ على هذا المقام الكتاب الكريم والأحاديث الشريفة.
أمّا الكتاب : فقوله تعالى في آية المباهلة : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ) (١).
فالأنفس مفسّرة بأمير المؤمنين عليه السلام عند الخاصّة والعامّة.
والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله أفضل من جميع الأنبياء ، فيكون نفسه يعني أمير المؤمنين عليه السلام افضل منهم أيضاً ، فلاحظ تفسير الآية من طرق الخاصّة في الكنز (٢) ومن طرق العامّة بتسعة عشر حديثاً في الغاية (٣).
والأئمّة الطاهرون عليهم السلام بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله كما صرّح به في حديث محمّد ابن
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية ٦١.
(٢) كنز الدقائق : ج ٣ ص ١٢١.
(٣) غاية المرام : ص ٣٠٠.