وَمُسَلِّمٌ فيهِ مَعَكُمْ (١) وَقَلْبى لَكُمْ سِلْمٌ (٢)
____________________________________
(١) ـ مسلّم : من التسليم وهو الإنقياد.
أي إنّي مسلّم ومنقاد في جميع اُموركم ما أعلنتم وما أسررتم ، لله تعالى ، كما أسلمتم أنتم ورضيتم ، فلا أعترض على الله تعالى في شيء من ذلك.
فإنّه لا يكمل إيمان المؤمن إلاّ بالتسليم.
وقد تقدّم حديث يحيى بن زكريا الأنصاري ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : سمعته يقول : «من سرّه أن يستكمل الإيمان كلّه فليقل : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد عليهم السلام فيما أسرّوا وفيما أعلنوا ، وفيما بلغني وفيما لا يبلغني» (١).
ولاحظ في التسليم الأحاديث اواردة في تفسير قوله تعالى : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (٢) ـ (٣).
(٢) ـ في هامش الفقيه أنّ في بعض النسخ : «وقلبي لكم مسلّم» ، وفي عيون الأخبار : «وقلبي لكم مؤمن».
فعلى نسخة سلم المعنى إنّ قلبي لكم صلح ، اي لا اعتراض له عليكم.
وقد تقدّم دليله في فقرة : «ومفوّض في ذلك كلّه إليكم».
وعلى نسخة مسلّم المعنى : إنّ قلبي منقاد مطيع مذعن لكم ، لا يختلج فيه اعتراض على شيء من أفعالكم أو أقوالكم أو أحوالكم.
لأنّي أعلم علم اليقين أنّكم حجج الله ، ومعصومون من قبله ، وعاملون بإرادته.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣٦٤ ب ١٣ ح ٢.
(٢) سورة النساء : الآية ٦٥.
(٣) كنز الدقائق : ج ٣ ص ٤٥٧.