وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ (١)
____________________________________
(١) ـ أي ورضيكم حفظه لسرّه ، وقد تقدّم في الفقرة الشريفة : «وحفظة سرّ الله» بيان المعنى والدليل بما حاصله : الحفظة جمع حافظ ، من الحفظ بمعنى الرعاية والمواظبة والإعتناء.
وسرّ الله تعالى هو ما يلزم أن يكتم ، ولا يجوز إطهارها إلاّ لمن يتحمّلها من الكُمّلين كالملك المقرّب ، والنبي المرسل ، والعبد الممتحن.
وأهل البيت عليهم السلام هم الحافظون للأسرار الإلهية المكنونة ، وعلوم الغيب المخزونة ، وحِكَم الكائنات ، وحكمة المخلوقات.
وتضيف هذه الفقرة من الزيارة المباركة أنّ الله تعالى رَضِىَ بهم حفظة لتلك الأسرار ، وحافظين لتلك الآثار.
حيث عَلِمَ تعالى فيهم كمال القابلية ، ومنتهى التحمّل ، ورآهم المثل الأعلى والقمّة العليا لأسرار عالَم المُلك والملكوت ، وعرفهم الصفةة اللائقة لتحمّل غيب السماوات والأرضين.
وتعرف حافظيّتهم وتحمّلهم للأسرار والغيوب الإلهية من خلال دراسة سيرتهم وحياتهم وعشرتهم وكلماتهم ، التي توجب العلم بكونهم خزنة مكنون الأسرار ، والمرضيين ذلك من قبل الله القهّار.
وقد عرفت حديث سيف التمّار ، عن أبي عبد الله عليه السلام : «لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ، ولأنبئتهما بما ليس في أيديهما» (١).
وفي حديث زياد بن المنذر ، عن الإمام الباقر عليه السلام : «أنا شجرة النبوّة ... وموضع
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٦٠ ح ١.