الْفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ أصل الفوز في اللغة هي النجاة ، وجاء بمعنى الظفر بالخير.
والكرامة : اسم من الإكرام والتكريم ، وهي أنواع الخير والشرف والفضيلة.
وأهل البيت عليهم السلام فازوا بما لم يَفُز به أحدٌ من الخلق أجمعين ، وظفروا بأجزل كرامات ربّ العالمين.
نالوا كلّ فضيلة ، وحازوا كلّ محمدة ، وأنعم الله عليهم بكلّ كرامة ، من الإمامة والعلم والحكمة والشرف ووجوب إطاعة الناس لهم في الدنيا ، مضافاً إلى شفاعتهم ومكانتهم ومقامهم المحمود في الاُخرى.
وقد أفاضوا أجزل الكرامات ووهبوا أجمل الخيرات ، وتقدّموا بمعالي الإحسان لمخلوقات الربّ المنّان بجميع صنوفها وأصنافها ، كما ترى ذلك في كراماتهم الإعجازية الشريفة (١).
وقد اعترف بمكارمهم وجميل خصالهم كلّ عدوٍّ وصديق ، وصار من العيان الذي لا يحتاج إلى البيان.
فازوا عليهم السلام بكرامات الخالق الكريم ، وصاروا مظاهر الفيض ، ووسائط الإفاضة والتكريم.
وكانوا كغيث الرحمة الإلهية العامّة ، الذي يعمّ نفعه الشكور والكفور والصالح والطالح.
ولا غرو في ذلك فإنّهم أهل بيت من هو سيّد النبيين ومن هو رحمة الله للعالمين.
وقد أكرمهم الله بشرفه ، وشرّفهم بكرامته ، كما في حديث زياد بن المنذر عن الإمام الباقر عليه السلام جاء فيه :
__________________
(١) لاحظ مدينة المعاجز للسيّد البحراني قدس سره.