وَذَوِى النُّهى (١)
____________________________________
(١) ـ ذَوي : جمع ذي بمعنى صاحب ، فذوي بمعنى أصحاب.
والنُّهى جمع نُهْيَه بضمّ النون بمعنى العقل ـ فإنّه يسمّى العقل بالنُهية لأنّه يَنهى عن القبائح ، أو لأنّ صاحبها ينتهي إليها عن القبائح ، أو ينتهي إلى إختياراته العقلية.
وللعقل أسماء اُخرى أيضاً وردت في اللغة أو إستعملت في المحاورة ، فمن أسمائه :
(الحَصاة ، والحَصافة ، والحِجْر ، والحِجى ، والأُربة ، والمِرّة ، والنّحيزَة ، والأدَب ، واللُّب ، والفِطنة) (١).
فالنُّهية إذاً هذه التي جُمعت على نُهى بمعنى العقل ، فقوله عليه السلام : «ذوي النهى» بمعنى أصحاب العقول.
وأهل البيت سلام الله عليهم هم أصحاب العقول الكاملة ، والألباب الفاخرة.
وهم الذين منحهم الله العقل الأكمل الذي يُعبد به الرحمن ، ويُكتسب به الجنان.
وهم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله الذي اُعطي تسعة وتسعون جزءاً من العقل ، ثمّ قُسّم بين العباد جزء واحد ، كما في حديث النوفلي (٢).
وهم المعنيّون بقوله عزّ إسمه : (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ) (٣) كما في حديث عمّار (٤) فقد فسّرت بالأئمّة من آل محمّد عليهم السلام ، حيث قد بلغوا القمّة في العقل ، وكانوا سادة العقلاء (٥).
__________________
(١) لاحظ تهذيب الألفاظ : ص ١٨٣ ، والألفاظ الكتابية : ص ١٤٤.
(٢) بحار الأنوار : ج ١ ص ٩٧ ب ٢ ح ٦.
(٣) سورة طه : الآية ١٢٨.
(٤) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ١١٨ ب ٤٠ ح ١.
(٥) كنز الدقائق : ج ٨ ص ٣٧٢.