وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ النّاسُ (١)
____________________________________
(١) ـ أي الباب الممتحن به الناس ، من الإبتلاء بمعنى الامتحان.
فإنّ الإبتلاء في الأصل هو : الاختبار والامتحان (١).
قال تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ) (٢) أي اختبره (٣).
واعلم أنّه يقال في الله تعالى : أنّه أبلى فلاناً فليس المراد منه إلاّ ظهور جودته أو رداءته دون التعرّف على حاله والوقوف عليه ، لأنّ الله لا يجهل ذلك وهو علاّم الغيوب (٤).
وبالامتحان يحصل تمييز الخبيث من الطيّب ، والغشّ من الذهب ، والجيّد من الرديء ، إتماماً للحجّة ، وإظهاراً للمحجّة ، وهو عام للمجميع.
وقد ورد الامتحان في القرآن الكريم.
قال عزّ إسمه : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) (٥).
وقال تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) (٦).
ونطقت به الأحاديث الكثيرة مثل :
١ ـ حديث ابن أبي يعفور عن الإمام الصادق عليه السلام جاء فيه : «لا بدّ للناس من أن يمحّصوا ويميّزوا ويغربلوا ويستخرج في الغربال خلقٌ كثير».
٢ ـ حديث منصور قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : «يا منصور! إنّ هذا الأمر لا يأتيكم غلاّ بعد إياس ، ولا والله حتّى تميّزوا ولا والله حتّى تمحّصوا ولا والله حتّى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد».
__________________
(١) مرآة الأنوار : ص ٧٢.
(٢) سورة البقرة : الآية ١٢٤.
(٣) مجمع البحرين : ص ١٢.
(٤) المفردات : ص ٦١.
(٥) سورة العنكبوت : الآية ٢.
(٦) سورة الملك : الآية ٢.