وَاَهْلِ الذِّكْرِ (١)
____________________________________
(١) ـ إشارة إلى أنّ أهل بيت العصمة سلام الله عليهم هم أهل الذكر الذين أمر الله تعالى بمسألتهم في القرآن الكريم حيث قال : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (١).
كما ورد تفسيره بهم في الأخبار المتواترة (٢١) حديثاً من طرق الخاصّة ، و(٢٣) حديثاً من طرق العامّة (٢).
والذِّكر في اللغة هو المذكِّر.
وهو إمّا عبارة عن القرآن الكريم الذي لا يزال يُذكِّر ويُذَكّرُ به بدليل قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ) (٣).
وأمّا عبارة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الذي هو أعظم مذكّر بالله إلى يوم القيامة ، بدليل قوله عزّ إسمه : (قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ) (٤).
وبكلا المعنيين يكون المعصومون أهل الذكر ، إذ هم أهل بيت الوحي القرآني ، وأهل البيت النبوي ، كما تلاحظه في أحاديثه الوافرة (٥) من ذلك :
١ ـ حديث محمّد بن مسلم ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : «إنّ من عندنا يزعمون أنّ قول الله عزّ وجلّ : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) أنّهم اليهود والنصارى.
قال : إذاً يدعونكم إلى دينهم ، قال : ـ قال بيده إلى صدره ـ : نحن أهل الذكر
__________________
(١) سورة النحل : الآية ٤٣.
(٢) غاية المرام : ص ٢٤٠.
(٣) سورة الزخرف : الآية ٤٤.
(٤) سورة الطلاق : الآية ١٠ ـ ١١.
(٥) الكافي : ج ١ ص ٢١٠ الأحاديث التسعة ، وبحار الأنوار : ج ٢٣ ص ١٧٣ ب ٩ ، ٦٥ حديثاً.