وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ (١)
____________________________________
(١) ـ أي بيّنتم سنّة الله عزّ وجلّ ، وسلكتم طريقه.
والسنّة وجمعها سنن مثل غرفة وغُرف : هي في اللغة بمعنى الطريقة والسيرة.
وفي الصناعة والإصطلاح : هي طريقة النبي صلى الله عليه وآله قولاً وفعلاً وتقريراً (١).
فسنّة الله تعالى هي سنّة الرسول ، وسنّة الرسول هي سنّة أهل البيت عليهم السلام. وقد جاهدوا حقّ الجهاد حتّى أدّوا غاية الأداء سنّة الله وطريقه ، وأمروا بمتابعتها وأوصوا بإتّباعها كما تلاحظه في أحاديثهم الغرّاء ؛ خصوصاً في رسالة الإمام الصادق عليه السلام إلى جماعة الشيعة ، المشتملة على أهمّ الوصايا التي ينبغي تعاهدها ، وأنفع السنن التي ينبغي التزامها.
والحديث هذا رواه ثقة الإسلام الكليني بأسانيد ثلاثة عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام في الروضة وممّا جاء فيه من مضامينه العالية :
قوله عليه السلام : «واتّبعوا آثار رسول الله صلى الله عليه وآله وسنّته فخذوا بها ولا تتّبعوا أهواءكم وآراءكم فتضلّوا ، فإنّ أضلّ الناس عند الله من اتّبع هواه ورأيه بغير هدى من الله ، وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم ، فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ، وجاملوا الناس ولا تحمّلوهم على رقابكم ، تجمعوا (٢) مع ذلك طاعة ربّكم. وإيّاكم وسبّ أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبّوا الله عَدْواً بغير علم ، وقد ينبغي لكم أن تعلموا حدّ سبّهم لله كيف هو؟ إنّه من سبّ أولياء الله فقد انتهك سبّ الله ، ومن أظلم عند الله ممّن استسبّ لله ولأولياء الله ، فمهلاً مهلاً فاتّبعوا أمر الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله».
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ٥٦١.
(٢) جواب للأمر أي أنّكم إذا جاملتم الناس عشتم مع الأمن وعدم حمل الناس على رقابكم بالعمل بطاعة ربّكم فيما أمركم به من التقيّة.