وَفَصْلُ الْخِطابِ عِنْدَكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ الفصل في اللغة : إبانة أحد الشيئين من الآخر حتّى يكون بينهما فُرجة (١).
والخطاب لغةً هو : توجيه الكلام نحو الغير للإفهام ، وقد ينقل إلى الكلام الموجّه (٢).
وفُسّر فصل الخطاب بالخطاب الفاصل بين الحقّ والباطل (٣).
فتكون إضافته من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أي الخطاب الفصل ، نحو كريم الأب ، وطيّب النفس.
وقد ورد في الأخبار الشريفة أنّ الأئمّة عليهم السلام فصل الخطاب كما في تفسير فرات الكوفي عن الإمامين الباقرين عليهما السلام.
قالا : «نحن فصل الخطاب ودلالة الخير» (٤).
وقد ذكر في معنى فصل الخطاب معانٍ عديدة هي :
١ ـ فصل الخصام والخصومة بتمييز الحقّ عن الباطل.
٢ ـ الكلام المخلَص ـ الواضح ـ الذي ينبّه المخاطب على المقصود ، من غير التباس.
٣ ـ الخطاب القصد يعني الذي ليس فيه اختصار مُخل ولا إشباع مملّ.
٤ ـ معرفة جميع اللغات (٥).
٥ ـ الحكم المخصوص في كلّ واقعة ، والجواب المُسكت للخصم في كلّ مسألة.
٦ ـ القرآن الكريم الذي فيه بيان الحوادث من ابتداء الخلق إلى يوم القيامة (٦).
وجميعها معانٍ مناسبة للموضوع وتناسب أهل البيت عليهم السلام.
فقد اُعطوا معرفة جميع اللغات كما اُعطي النبي سليمان بن داود عليهما السلام بما فسّر
__________________
(١) المفردات : ص ٣٨٠.
(٢) مجمع البحرين : ص ١١٣.
(٣) الأنوار اللامعة : ص ١٣٨.
(٤) مرآة الأنوار : ص ١٧٦.
(٥) كنز الدقائق : ج ١١ ص ٢١٢.
(٦) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ١٤٢.