خَلَقَكُمُ اللهُ اَنْواراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقينَ حَتّى مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ أي خلقكم الله مُذ خلقكم ـ أنواراً من نور عظمته ـ كما تقدّم ـ فجعلكم بعرشه محدقين ، اي : طائفين حوله ...
من أحدق بالشيء أي أطاف وأحاط به (١).
وأمّا معنى العرش فهو وإن كان لا يعلم حقيقته العليا إلاّ الله تعالى وأهل بيت الهدى عليهم السلام (٢) إلاّ أنّا نستضىء بأشعّةٍ ممّا يمكن فهمه فنقول :
كلمة العرش أساساً في اللغة العربية جاءت لمعانٍ عديدة منها :
١ ـ سرير الملك ، ويكنّى به عن العزّة والسلطان والمملكة والملك.
٢ ـ عرش الرجل : قوام أمره فإذا زال عنه ذلك قيل ثلَّ عرشه.
٣ ـ ركن القصر وجانبه.
٤ ـ سقف البيت.
٥ ـ ما عرّش من بناء يُستظلّ به.
٦ ـ عرش الكُرم إذا حمل على خشب ونحوه ليمتدّ عليه.
٧ ـ وعرش القوم رئيسهم المدبّر لأمرهم.
٨ ـ وعرش القدم ما ارتفع من ظهر القدم كما يستفاد من كتب اللغة (٣).
وأمّا معناه الشرعي فقد قال الشيخ الصدوق قدس سره : (اعتقادنا في العرش أنّه جملة
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ٤٢٥.
(٢) جاء في دعاء تعقيب صلاة أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله : «وأسألك باسمك الذي خلقت به عرشك الذي لا يعلم ما هو إلاّ أنت». بحار الأنوار : ج ٥٨ ص ٣٦ ب ١ ح ٦٠.
(٣) العين :ج ٢ ص ١١٧١ ، مجمع البحرين : ص ٣٤٠ ، المفردات : ص ٣٢٩ ، مرآة الأنوار : ص ١٦٠ ، لسان العرب : ج ٦ ص ٣١٣ ، النهاية الأثيرية : ج ٣ ص ٢٠٧ ، المصباح : مادّة عرش ، القاموس : ج ٢ ص ٢٧٧ ، تاج العروس : ج ٤ ص ٣٣١ ، أساس البلاغة : ص ٤١٤.