وَساسَةَ الْعِبادِ (١)
____________________________________
(١) ـ ساسة جمع سائس ، يُطلق في اللغة على المعاني الآتية : سَوّس الرجل اُمور الناس إذا مُلّك أمرهم فيكون السائس هو من يملّك الأمر ، والسَّوْس هي الرئاسة ، والسياسة : فعل السائس ، وهي القيام على الشيء بما يصلحه (١).
وجاء (ساسة العباد) وهي مأخوذة من سست الرعية سياسة : أي أمرتها ونهيتها ... وفي الخبر : «كان بنو إسرائيل تسوسهم أنبيائهم» أي تتولّى أمرهم كالاُمراء والولاة بالنسبة إلى الرعية (٢).
وفلان مجرّب قد ساس واُسيس عليه : أي أَدّب واُدّب (٣).
والعباد جمع عبد ، وهو مقابل المولى ، أي عباد الله ، فالله هو المولى والخلق عبيده ، فالعباد بمعنى المخلوقين.
ويستفاد من الإستعمال القرآني لكلمة العباد أنّها تعمّ الصالحين والطالحين (٤).
من ذلك قوله تعالى : (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ) (٥) التي تعمّ جميع العباد ، التي تعمّ جميع العباد ، بل تشمل حتّى الملائكة ، لإطلاق العباد عليهم في قوله عزّ إسمه : (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ ...) (٦).
فساسة العباد معناه ملوك العباد وخلفاء الله عليهم ، كما أفاده العلاّمة المجلسي (٧) ووالده (٨) والسيّد شبّر (٩) رضوان الله عليهم ، وكذا من له الأمر والنهي
__________________
(١) لسان العرب : ج ٦ ص ١٠٨.
(٢) مجمع البحرين : مادّة سوس ص ٣٢٧.
(٣) تاج العروس : ج ٤ ص ١٦٩.
(٤) المعجم المفهرس : ص ٤٣٣.
(٥) سورة غافر : الآية ٣١.
(٦) سورة الزخرف : الآية ١٩.
(٧) بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ١٣٥.
(٨) روضة المتّقين : ج ٥ ص ٤٥٩.
(٩) الأنوار اللامعة : ص ٦١.