فَجَعَلَكُمْ في بُيُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ (١)
____________________________________
(١) ـ أي أنّ الله تعالى حيث خلقكم أنواراً ثمّ مّنّ علينا بكم جعلكم في بيوتٍ أذن في رفعة قدرها وذكر إسمه الشريف فيها.
وهذه الفقرة الشريفة إشارة إلى قوله عزّ إسمه : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (١).
فإنّها نزلت في أهل البيت عليهم السلام باتّفاق الفريقين.
وقد نقل رواياته العلاّمة البحراني قدس سره في تسعة أحاديث من طرق الخاصّة وأربعة أحاديث من طرق العامّة (٢).
وأضاف العلاّمة التستري قدس سره في الإحقاق نقل نصوصه عن ثلّة من أعلام العامّة في كتبهم مثل الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ، والسيوطي في الدرّ المنثور ، والبدخشي في مفتاح النجا ، وابن حسنويه في دُرّ بحر المناقب ، والثعلبي في الكشف والبيان ، والأمر تسري في أرجح المطالب ، والبغدادي في عوارف المعارف ، والآلوسي في روح المعاني (٣).
وللتبرّك بتفسير الآية الشريفة نذكر بعض أحاديث تفسيرها :
١ ـ حديث أنس بن مالك وبريدة ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قالا : قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) فقام إليه رجل فقال : أيّ بيوت هذه يا رسول الله؟
__________________
(١) سورة النور : الآية ٣٦ ـ ٣٨.
(٢) غاية المرام : ص ٣١٧.
(٣) إحقاق الحقّ : ج ٣ ص ٥٥٨ ، وج ٩ ص ١٣٧ ، وج ١٤ ص ٤٢١ ، وج ١٨ ص ٥١٥.