الْمُطيعُونَ للهِ (١)
____________________________________
(١) ـ الطاعة والإطاعة في أصل اللغة بمعنى الإنقياد.
وإطاعة الله هي الإذعان به ، والإنقياد له ، وإمتثال ما أراده.
والمطيعون لله تعالى بالإطاعة التامّة الكاملة هم الرسول والعترة صلوات الله عليهم.
والدليل على طاعتهم العليا هي عصمتهم الكبرى.
وقد ورد في زيارة صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه : «أشهد يا مولاي أنّكم المطيعون لله» (١).
وقد أطاعوا الله العزيز في جميع أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم وفي كل ما أراده منهم حتّى بذلوا أنفسهم وأموالهم وأرواحهم وأبدانهم في سبيله ، وصبروا على عظيم البلاة لرضاه ، وقاتلوا حتّى قُتلوا ، واضطهدوا حتّى استشهدوا في سبيل إعلاء كلمة الله وإقامة دينه.
ويدلّ على طاعتهم قوله تعالى : (يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (٢) ـ (٣).
وفي دعاء الزيارة الحسينية المباركة : «لم يعصك في ليل ولا نهار» (٤).
كما يدلّ عليه ويشهد به تتبّع أحوالهم ، واستقراء سيرتهم ، والتعرّف على عباداتهم والإطّلاع على مصائبهم ومحنهم في أحاديث الخاصّة والعامّة وكتب التاريخ والسير ، ويكفيك في ذلك ما تحمّله أمير المؤمنين عليه السلام من الألم في سبيل
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ١٨١.
(٢) سورة الأنبياء : الآية ٢٧.
(٣) كنز الدقائق : ج ٨ ص ٤٠٤.
(٤) بحار الأنوار : ج ١٠١ ص ٢٢٥ ب ١٨ ح ٣٤.