وَاَكْبَرْتُمْ (١) شَأْنَهُ ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ (٢)
____________________________________
(١) ـ الإكبار والتكبير : هو التعظيم والإستعظام.
والشأن : هو الأمر والمقام والمنزلة.
أي أنّكم أهل البيت عظّمتم مقام الله ومنزلته الشامخة ، وأعظمتم أمر الله تعالى فيما يفعله من أفعاله الحكيمة ومقاديره العظيمة.
وذلك أنّهم أعرف الناس بعظمة الله ، وأعلم الناس بمنزلة الله ، فكانوا أكثر الناس تعظيماً لله ، وأكثرهم إكباراً لشأن الله.
وتدلّ عليه الزيارة المطلقة العلويّة المتقدّمة التي ورد فيها : «وأكبرتم شأنه» ونفس سيرتهم وعباداتهم الرائعة المفيدة للتعظيم والإكبار.
وفي نسخة الكفعمي بعد هذه الفقرة : «وهِبتم عظمته».
(٢) ـ المجد في اللغة هو الشرف الواسع ، والرفعة العالية ، والعظمة الكاملة ، والتمجيد هو التعظيم والتشريف.
والكَرَم ضدّ اللؤم ، وفُسّر بالخير الكثير ، والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والكرامة. أي أنّكم أهل البيت سلام الله عليكم عظّمتم كرم الله تعالى على خلقه وخيره بعباده.
كما عظّمتم كرامته العلياء التي أكرمكم بها في الدنيا والآخرة فعرفتم قدرها ، وعظّمتم مقدارها ، وشكرتم المنعم بها.
وعظّمتم ذاته الكريمة المشتملة على الصفات المجيدة.
وأدعيتهم الغرّاء تدلّ على تمجيداتهم العلياء هذه.
ويتجلّى ذلك بوضوح في مثل مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام ، ودعاء الإمام الحسين عليه السلام يوم عرفة ، ودعاء الإمام السجّاد عليه السلام في الأسحار الذي رواه أبو حمزة الثمالي فلاحظها.