وَاَدِلاّءَ عَلى صِراطِهِ (١). عَصَمَكُمُ اللهُ مِنَ الزَّلَلِ (٢)
____________________________________
(١) ـ الأدِلاّء : جمع دالّ ، وهو الهادي والمرشد.
والصراط ك هو الطريق المؤدّي إلى الله ، والموصل إلى قربه ، والسالك إلى الجنّة. وأهل البيت سلام الله عليهم رضى بهم الله تعالى هداة مرشدين إلى صراطه في الدنيا ، وصراطه في الاُخرى كما تلاحظه في أحاديث بابه (١).
وقد تقدّم بيان ذلك بدليله في فقرة «وصراطه».
فهم الطريق الفرد ، والسبيل الأوحد إلى الله تعالى ، وسبيل الهداية والنجاة في الدنيا والآخرة.
يستنقذون العباد من الغواية ، ويهدونهم صراط الهداية.
يخرجون الناس من الظلمات ، ويقودونهم إلى روضات الجنّات.
كما تلمس ذلك وجداناً في سيرتهم الشريفة وكلماتهم الهادية.
(٢) ـ تقدّم في الفقرة الشريفة «المعصومون» بيان أنّ :
العصمة في اللغة بمعنى المنع والدفع والوقاية.
فتكون العصمة من الزلل بمعنى المنع عن وقوعها ، ودفعها ، والوقاية منها.
وتقدّم أيضاً أنّ العصمة هي (الروحية القدسيّة التي تمنع عن مخالفة التكاليف اللازمة شرعاً أو عقلاً مع القدرة عليها) فيكون الامتناع عن الزلل بواسطة وجود تلك الروحية القدسيّة في المعصوم عليه السلام.
علماً بأنّ هذه الروحية القدسيّة العصمة الربّانية إنّما تكون في المحلّ اللائق ، ومحلّها اللائق هي الاُسرة النبوية الكريمة سلام الله عليهم الذين عرف الله منهم الوفاء ، وعلم بطاعتهم عند الإصطفاء ، فعصمهم من الزلل والأخطاء.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ١١ ح ٣.