وَاُصُولَ الْكَرَمِ (١)
____________________________________
(١) ـ الاُصول جمع الأصل وهو أساس الشيء ، وما يكون منه الشيء.
والكرم ضدّ الؤم ، وهو في اللغة صفة لكلّ ما يُرضى ويُحمد ويُحسَن ، ولذلك يعبّر عن الصفات الحسنة جميعها بمكارم الأخلاق.
وأهل البيت سلام الله عليهم هم الأصل والأساس في هذه السيجيّة الطيّبة.
وفسّر كرمهم الأصيل بتفاسير ثلاثة كلّها متوفّرة لديهم وكاملة فيهم وهي :
الأوّل : الجود في العطاء وعدم البخل ، فيكون الكريم بمعنى الجواد المعطي ، وأصالة كرمهم تفوّقهم في هذا الجود كما تلاحظه في سيرتهم الحسنة ، وكلّ واحد من أهل البيت عليهم السلام كان جواداً معطاءً كما تلمسه في أدوار حياتهم الكريمة.
ففي حديث المناقب أنّه وفد عرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها ، فدُلّ على الحسين عليه السلام فدخل المسجى فوجه مصلّياً فوقف بازائه وأنشأ :
لم يخب الآن من رجاك ومن |
|
حرّك من دون بابك الحَلَقة |
أنت جواى وأنت معتمد |
|
أبوك قد كان قاتلَ الفَسَقة |
لو لا الذي كان من أوائلكم |
|
كانت علينا الجحيم منطبِقَة |
قال : فسلّم الحسين وقال : يا قنبر هل بقى من مال الحجاز شيء؟
قال : هاتها قد جاء من هو أحقّ بها منّا ثمّ نزع برديه ولفّ الدنانير فيها وأخرج يده من شقّ الباب حياءً من الأعرابي وأنشأ :
خذها فغنّي إليك معتذر |
|
واعلم بأني عليك ذو شفقة |
لو كان في سيرنا الغداة عصا |
|
أمست سمانا عليك مندفقة |
لكنّ ريب الزمان ذو غير |
|
والكفّ منّي قليلة النفقة |
قال : فأخذها الأعرابي وبكى.