وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى (١)
____________________________________
(١) ـ يقال : صدّقه تصديقاً أي نسبه إلى الصدق ، واعترف بصدقه ، وحقّقه.
أي إنّكم أهل البيت صدّقتم رسل الله تعالى السابقين ، ورسالة أنبياءه الماضين.
ولو لم يكن تصديقهم عليهم السلام للمرسلين لم تعلم رسالة الأنبياء وأحوالهم وعددهم وسيرتهم وزهدهم وعبادتهم ومواعظهم ومكارمهم وصبرهم وسجاياهم وأحكامهم وشرائعهم.
مع طول الزمان ، وبُعد المكان ، وخيانة الأهواء المختلفة ، والأعراض المتخالفة ، وافتراءات أعدائهم ، وتحريفات رؤسائهم.
فبإخبار الله العلاّم أخبر البيت الكرام بالرسالات الماضية ، وصدّقوا رسله السالفين ، وبيّنوا أنباء الأنبياء السابقين بالحقّ والصدق.
فكان لهم الحقّ العظيم على كلّ رسول كريم في استدامة حقيقتهم الإلهية وامتداد شخصيتهم الربّانية ، ولو لا هم لشوّه الاُمم تأريخ الأنبياء حتّى شخصية أنبيائهم.
ولم يكن تصديق أهل البيت للأنبياء بالقول فقط ، بل صدّقوهم بالعمل أيضاً حيث كانوا النموذج الحي لعمل الأنبياء ، والمثل الأعلى لرسالات السماء ، والدليل الواضح على علم المرسلين وعبادتهم وزهدهم وعصمتهم ومعجزتهم وصبرهم وكرمهم وكلّ فضيلة ومكرمة عندهم.
وهذه منقبة خاصّة بأهل البيت النبوي سلام الله عليهم أجمعين.
قال تعالى : (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (١).
وقال عزّ إسمه : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ١٠١.