.........................................
____________________________________
وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (١).
قال في كنز الدقائق في تفسيره أي : (رقيباً على سائر الكتب يحفظه عن التغيير ، ويشهد لها بالصحّة والثبات) (٢).
وقد أُثبت ذكر الكتب السماوية والشرائع الإلهية التي تبلغ (١٠٤) كتاب وصحيفة ، مع ذكر الأنبياء الكرام في أحاديثنا (٣).
وأهل البيت وسيّدهم الرسول الأعظم عليهم سلام الله آمنوا بتلك الكتب المقدّسة كلّها ، وصدّقوا جميع المرسلين ، وشهدوا بالإخلاص لجميع النبيين كما تلاحظه في حديث مناجاة موسى عليه السلام وهي مناجاة جميلة جليلة جاء فيها :
«اُوصيك يا موسى وصيّة الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الأتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب (٤) ، ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر ، الطيّب الطاهر المطهّر ، فمَثله في كتابك أنّه مؤمن مهيمن على الكتب كلّها ، وأنّه راكع ساجد ، راغب ، راهب ، إخوانه المساكين وأنصاره قوم آخرون ويكون في
__________________
(١) سورة المائدة : الآية ٤٨.
(٢) كنز الدقائق : ج ٤ ص ١٣٢.
(٣) بحار الأنوار : ج ١١ ص ٣٢ ب ١ ح ٢٤ و ٢٥ و ٢٨.
(٤) الأتان ـ بالفتح : الحمارة. والبرنس ـ بالضمّ ـ : قلنسوة طويلة وكان النسّاك يلبسونها في صدر الإسلام. والمراد بالزيتون والزيت : الثمرة لأنّه عليه السلام كان يأكلهما أو نزلتا له في المائدة من السماء ، أو المراد بالزيتون مسجد دمشق أو جبال الشام كما ذكره الفيروز آبادي اي أعطاه الله بلاد الشام. وبالزيت الدهن الذي روي أنّه كان في بني إسرائيل وكان غليانها من علامات النبوّة. والمحراب لزومه وكثرة العبادة فيه. كما في مرآة العقول : ج ٢٥ ص ٩٢.