وَمَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ (١)
____________________________________
(١) ـ الجحود هو : الإنكار مع العلم كما تقدّم ، يقال : جحد حقّه جحداً وجحوداً أي أنكره مع علمه بثبوته ، قال تعالى : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ) (١) ، أي جحدوا بالآيات بألسنتهم واستيقنوها في قلوبهم ، والاستيقان أبلغ من الإيقان (٢).
فالمعنى هو أنّ من جحد أهل البيت عليهم السلام وأنكر حقّهم أو ولايتهم أو فضلهم كان كافراً. فإنّ حقّهم ثبت من رسول الله من قبل الله تعالى ، فيكون إنكاره إنكاراً لرسالة الرسول ، وردّاً على الله ، وهو كفر بالله العظيم.
فمن البديهيات العقليّة أنّه لا معنى لأن يقول أحد أنّ الله تعالى معبودي ، لكنّي لا أعترف بما عبّدني به من ولاية أولياءه المعصومين عليهم السلام.
ولا معنى لأن يدّعي أحد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله نبيّي ، لكنّي أنكر ما اُرسل به من إمامه أوصياءه الطيّبين عليهم السلام.
وليس الإنكار هذا إلاّ ردّاً على الله ورسوله ، وهو كفر قطعاً.
وقد تواترت الروايات في كفر من جحد أهل البيت عليهم السلام.
مثل : حديث يحيى بن القاسم عن الإمام الصادق عليهم السلام عن آبائه الطاهرين عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
قال : «الأئمّة بعدي إثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ... المقرّ بهم مؤمن ، والمنكر لهم كافر» (٣).
بل في حديث الإمام الباقر عليه السلام أنّ ترك ولاية علي بن أبي طالب وإنكار فضله
__________________
(١) سورة النمل : الآية ١٤.
(٢) مجمع البحرين : ص ١٩٨.
(٣) وسائل الشيعة : ج ١٨ ص ٥٥٧ ب ١٠ الأحاديث ٨ و ١١ و ١٣ و ١٨ و ١٩ و ٢٧ و ٢٨ و ٣٤ و ٣٨ و ٤٠ و ٤٣ و ٤٨ و ٤٩.